الثلاثاء، 25 مارس 2014

إنْقِطاع سبيل ألمعروف أمامَ آلعراقيين!

إنْقِطاع سبيل ألمعروف أمامَ آلعراقيين!

لكنّ  سبيل الخير و المعروف إنقطع جذوره في أوساطكم منذ أنْ سكتَ الجميع أمام  الظلم الذي لحق بفاطمة من قبل ألأدعياء و حين غصبوا حق عليّ(ع) و قتلوه(ع)  في محراب الكوفة و حين ذبحوا الحسين(ع) ثم الطفل الرضيع و سلبوا حتّى  النساء وشرّدوا آلمخلصين معتبرين ذلك من الأسلام و الدعوة و الوطنية

سبيل المعروف في العراق قد إنقطع للأبد .. بعد كلّ الذي كان!
بل و حلّ بدلهُ آلشّر و آلسُّوء و آلمنكر و آلأستغلال و آلظّلم و آلأرهاب!
إنّها قصة شعب, أصابه الغرور الكاذب و التكبر المصطنع على الهواء و آلعنفة ..
و  آلتي بُنيتْ جميعها على أساس تأريخ أسود مُلطخ بآلعار و الظلم و الطواغيب و  آلنفاق, و مصبوغ بدماء الفقراء و المساكين و صوت للحقّ مهاجرٌ خائفٌ  يرتجفُ خلف القضبان أو في المهاجر في كلّ عصر و زمن .. منذ زمن حمورابي و  نبوخذ نصر و سرجون الظالمين المجرمين الذين يعتبرهم العراقييون حتى هذه  اللحظة لجهلهم من العظماء!
يا للجهل و الأنحطاط و الغرور الكاذب الجاهل!

و  ما كان ليكون كل ذلك .. لولا فساد ثقافة الحاكمين و جبروتهم و سرقتهم  لحقوق الفقراء على طول التأريخ, حتى آلحلقة الأخيرة التي نعيشها اليوم و  منذ عشرة أعوام لتكتمل حلقات الظلم التي أسس لها ألمجرم حموراب و نبوخذ نصر  و سجون و سنحاريب مروراً بسقيفة بني ساعدة ثمّ معاوية و آلمتوكل و صدام و  من جاء بعده من المغرّرين و المغبونين!

فحين لا يستمع إليك ألحاكم  ألسياسيّ – أو يستمع إليك بقدر منافعه - و هو أساساً غير مُثقّف بسبب  بدويته و مُعيديته و حزبيته و جحشيته!؟
عندها تبدأ المصائب و المحن!

فلو  كان السياسي أساساً مثقفاً ما دخل معترك السياسية بآلعمق و تمسك بموقعه  كما يتمسك الغريق بخشبة الأنقاذ .. متوسلاً بكل العناوين الحزبية و  المذهبية و الوطنية و العشائرية  و هي الرابطة  الأقوى اليوم التي تربط قلوب العراقيين بعضهم ببعض بدل رابطة التوحيد عبر  ولاية أهل البيت(ع) التي يمثلها النائب العام للأمام الحجة(ع), سواءاً  البدوي منهم أم المُعيدي أو الجحشي!

حين يتصور السياسيّ و هو  المعتقد بأن سرقته لأموال الناس و تضخيم حسابه في بنوك دبي و لندن و سويسرا  هي التي تنقذه و هي آلسد المنيع أمام كل الأختراقات التي قد تُحدث؛ عندها  تبدأ المصائب و الشقاق و النفاق و الفساد و آلظلم و القتل على كلّ صعيد!

حين  يتجاهل السياسي .. بل و يعتبره جهاداً .. أو ربما يجهل بأنّ الفوارق  الكبيرة في الحقوق و التقاعد و ما يستلمه عضو الحكومة و البرلمان من رواتب  شهرية قاصمة لظهر الفقراء؛ عندها تبدأ الفوضى و الأضطرابات و المظاهرات و  قطع سبيل المعروف!
حين تتجاهل الحكومة أو ربما تجهل بأنّ سرقة رواتب 200 عائلة عراقية فقيرة من قبل كل موظف شهرياً بأنه ظلم كبير ما بعده ظلم؛

عندها تبدأ المجاميع الأرهابية بآلتخندق كلّ حسب إمكانياته و حدوده بدءاً  بآلتخريب الأداري و التنظيمي و الأقتصادي و المالي و العسكري وووو كل حسب  موقعه و إختصاصه؛

و حين يتعنت المسؤول ألحاكم بغروره و بتصوّره  بأنّ كرسيّ الحكم فوق كل الكراسي و لا رأي و لا سوط فوق سوطه و لا ولاية  أعلى من ولايته تحت مظلة قانون وضعي؛

عندها تبدأ المآسي!
 عندها تنفر النفوس و تحقد عليهم و تعتبرهم خلفاء لصدام و للحكام و السلاطين المجرمين الذين ذكرناهم آنفاً!

حين  تتغاضى الحكومة عن حقوق شعب بأكملها على أساس منافعه السياسية الخاصة  متصوراً بأنّ بقائه هو بقاء الشعب ألذي يستحقّ هدر دمه في سبيل منافعه .. و  هو يأكل بآليد الأخرى وبطيب خاطر حقوقه الشهرية و التقاعدية؛
عندها ينقطع سبيل المعروف و تنطلق الحركات الفكرية و الثقافية و العسكرية و التنظيمية لدحر و محاربة الحكومة بشتى الوسائل!

مشكلة المشاكل و أسّ القضية كلّها تنحصر في الحقوق و فقدان العدالة في الرواتب و آلتقاعد و المخصصات!
و  لأنّ الحكومة لم تنصف العراقيين منذ ان إستلموا مجلس الحكم قبل عشر سنوات و  سرقوا خلالها عشرات المليارات خصوصا رؤوساء الأئتلافات و التوافقات و  الكتل  و من لفّ لفهم من الأنتهازيين الشياطين الذين أساساً لا يتقنون حقيقة الفكر و الثقافة و الهدف من النظام و  السياسة  إلا من خلال جيوبهم .. لذلك فعليهم و الشعب معهم أن ينتظروا ساعة الرحيل  الزوال و النسيان للأبد كما بدأ المثقفون الحقيقيون بنسيان الطواغيت من  أمثال حمورابي و نبوخذ نصر و أكد و سنحاريب و صدام و من على شاكلتهم!؟

لأن المنافق و  الظالم  و الكافر له جولة و لا يمكن أن يكون له دولة و يدوم الحكم معه مهما تفنن  في الخطاب و الدجل و التلاعب بآلكلمات و آلظهور بمظهر الأنسان الوطني و  الدعوجي , حيث يبقى كما كان ذئباً بلباس روحاني جميل بمظهره قبيحٌ بقلبه!؟

أيها البدو:
أيها المعدان:
أيها الجحوش "ألأفاضل":
إن  أسّ و أساس المشكلة بدأت في العراق و في الدول العربية حين تركتم دين محمد  الحقيقي و تفننتم في النفاق, و قد قلنا لكم منذ البدء إعلنوا عن هويتكم  الحقيقية .. و إنزعوا لباس (الدعوجية) و (الوطنية) و (الجحوشية) لأنه قد  بلى و إنتهى زمانه و تشيطن الناس بسببكم!

لكنكم رفضتم .. بسبب  غباؤكم و تعنتكم و تصوركم بأنّ أرصدتكم و أموالكم و آلتصفيق المبجل من قبل  الأنتهازيين هي التي ستُنجيكم, ما دام مولاكم و سيدكم و ولي فقيهكم هو  العتيد المخلص (أبو ناجي)!

و نسيتم .. بل لم تتعلموا درس الولاية  الحقيقية رغم تأكيدات الصدر الأول(رض) الذي طلقتم مبادئه بآلثلاث أمام  سيدكم (أبو ناجي), و رغم نداآت الأمام الخميني الراحل(قدس) حين قال لكم عند  إجتماعه بآلمجلس الأعلى في الثمانينات:
[عليكم بآلوحدة و المحبة و  التآلف فيما بينكم .. فلو إجتمع 124 ألف نبي و مرسل لما حدث خلاف بينهم و  أنتم بهذا العدد القليل وصلت خلافاتكم كلّ حدب و صوب و ملأ الدنيا ضجيجكم و  صراخكم على المال و السلطة و الكراسي!]!

و أتذكر جيّداً مواقفكم  البدوية و المعدانية و آلجحوشية و آلأخلاق البعثية الأصيلة أيام كنا في  المعارضة حين كان كلّ منكم يُكفّر الآخر لمجرد تصريح أو قول أو عمل أو موقف  سمعه من دون تحقيق أو تأن أو حتى حمل المقابل محمل واحد لا سبعين محمل!؟

أيها العراقييون البدو:
أيها العراقييون المعدان:
أيها العراقييون البيشمركة الجحوش:
إستسلموا للحقّ و لا تقطعوا سبيل المعروف بقطعكم للطرق و للماء و للخير ..
و  إتركوا خلافاتكم التي ثوّرها و أسّس لها آباؤوكم و أجدادكم من قبل أمام  دعوة الرسول(ص) بآلأمس بسبب سقيفة بني ساعدة ثم عنادكم و جهلكم أمام دعوة  آلحقّ اليوم عبر آلرّايات في الشرق .. و ما حصلوا و ما حصلتم أنتم أيضاً  على شيئ سوى آلنّدم في اللحظات الأخيرة و بعد فوات الأوان .. و من ثمّ  اللعنات ألتي ما زالت تلاحقهم و تلاحقكم على كلّ منبر و في كلّ قلب حرّ  كسير!

لا تظلموا .. لا تقتلوا .. لا تتعصبوا .. لا تستغيبوا .. لا  تتعدّوا .. لا تأكلوا حقوق الآخرين .. حصّنوا كرامتكم .. تواضعوا أمام  نسائكم و أبنائكم .. تواضعوا أمام الحقّ .. إكسروا قيود العشائرية التي  كبلت حياتكم و الأحكام الفقهية المحدودة ..

إدخلوا في الكفر الحقيقي  كما وصّى إبن سينا العارف الكبير أبو سعيد أبو الخير بذلك, و الذي إعترف  الأخير بعدها بأن تلك الحكمة قدّمت إيمانه خمسين عاماً للأمام ..

لا تتمسكوا بآلكراسي و آلتسلط على النساء و كأنكم تكرّرون فلسفة حمورابي و صدام و عثمان ..

لا تقطعوا سُبل الحق و المعروف؛ لأنّ بقطعها يستحيل إعادة إعمارها مهما فعل الجبارون!

فكلّ شيئ في هذه الدنيا له باب و جواب و حلّ .. إلّأ أن تقطعوا سبيل المعروف!
لكنكم يا قطاع الطريق من البدو  و المعدان و الجحوش  تجهلون ما أقول, كما جهلتم من قبل ما قلته لكم!

فقطع  سبيل المعروف؛ يعني أنك (الوطني)؛ (الدعوجي)؛ (المرجعي)؛ (الصدري)؛  (الجّحشي) أصبحتَم بجميع أطيافكم مثلاً سيئاً للآخرين و لكلّ الأجيال و  أمام جميع شعوب العالم!
لكونكم لم تُحسّنوا أداء أعمالكم و مسؤولياتكم  .. و حاولتم جاهدين و بوحي من نفوسكم المريضة أن تُسيّسوا كلّ شيئ و  تحوّروا كل شيئ من أجل مصالحكم و بقائكم و رفاه عوائلكم و ذويكم بعيداً عن  العدالة و المساواة و آلتواضع في و أمام الأمة!

و آلمشكلة أنكم فعلتم كل ذلك بإسم الله  و بإسم  الأمة و آلوطن و الشعب الذي لم يبق منه سوى الهوية البدوية و المعدانية و الجحشية كأصل للثقافة العراقية!

و  للتأريخ أقول كما قلت من قبل؛ لم ينقطع سبيل المعروف أمام العراقيين و حتى  العرب بسبب ظلم الأنظمة القائمة اليوم فقط فربما بعض الأنظمة منها هي أفضل  الأنظمة التي توالت عليهم نسبياً بعد حكم آلأمام عليّ(ع) .. لكنّ سبيل  الخير و المعروف إنقطع جذوره في أوساطكم منذ أنْ سكتَ الجميع أمام الظلم  الذي لحق بفاطمة من قبل ألأدعياء و حين غصبوا حق عليّ(ع) و قتلوه(ع) في  محراب الكوفة و حين ذبحوا الحسين(ع) ثم الطفل الرضيع و سلبوا حتّى النساء  وشرّدوا آلمخلصين معتبرين ذلك من الأسلام و الدعوة و الوطنية ..

ثمّ  أعلن الجميع لاحقاً (البدو؛ المعدان؛ الجحوش) تأييدهم ألمطلق للنظام  البعثي و آلدعوجية ذهبوا أبعد من ذلك حين أعلنوا ولائهم بآلعمق لأسياد  النظام البعثي في لندن بإستثناء السّجناء السّياسيين ألذين لا يتعدّى عددهم  اليوم (10 آلاف سجين مظلوم في كلّ العراق)!؟ عندها نادى كلّ العراقييون –  حتى الدعوجيّة منهم [يا حوم إتبع لو جرّينه – كلٌّ بطريقته الخاصة] ..  لتسري عليهم الأحكام الكونية و آلسّنن الألهيّة تباعاً حتّى شملهم المسخ و  آلتّبدل ألكامل .. خصوصاً المسخ الأخلاقي و التبدل الديمغرافي,  ليصبح  الحقّ باطلاً و الباطل حقّاً في عراق اليوم تتحكم فيهم القوانين البدوية و  المعدانية و الجحشية بمباركة و تأييد الحكومة من فوق و لا حول و لا قوّة  إلا بآلله العلي العظيم!

و لا سبيل للخلاص و النجاة من هذا النفاق الحقيقيّ و آلكفر المُلوّن الذي أصيب به الجميع إلّا ما ندرْ؛ إلّا بآلتّوبة!
و آلعاقبة فقط للتائبين الشّجعان ألمتواضعين أمام الحقّ!