يتعرض كوكبنا الأرض للعديد من المؤثرات الطبيعية والبشرية التي قد تسبب في الصعوبه في العيش على سطحه او حتى انقراضه يوماً ما! لكن، هل فكرت في العيش على سطح كوكب آخر غير الأرض؟ أيبدو الأمر مستحيلاً؟ قد تبدو الفكرة كإحدى قصص الخيال العلمي لكن في الحقيقة يقوم الباحثين في مجال الفضاء بالبحث عن كواكب أخرى في الفضاء الواسع التي يستطيع الإنسان العيش على سطحها والتكيف مع بيئتها. وقد أثبتت الدراسات أن بعض الكواكب لديها المؤهلات الكافية لتكوين بيئة مناسبة للبشر.
كوكب المريخ:
ان كوكب المريخ من اكثر الكواكب في مجموعتنا الشمسية المقاربه لخصائص الأرض، فقد إكتُشف وجود بعض مقومات الحياة عليه كالماء والتربة الصالحة للزراعة. ان تربة المريخ قلوية وتحتوي على الماغنسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والكلورين التي تساعد في نمو النباتات على سطحه. كما ان اهم اساسيات الحياة على الإطلاق -الا وهو الماء- جعل المريخ من اكثر الكواكب ملائمة للعيش على سطحه؛ توجد المياه على هيئة جليد متمركز في القطبين الشمالي والجنوبي وذلك يعود لدرجات الحرارة المنخفضة التي يتعرض لها الكوكب.
يعتقد العلماء ان كوكب المريخ كان مغطى بغلاف جوي كثيف منذ 4 بلايين سنة، الذي ساعد في الحفاظ على درجات حرارة دافئة للكوكب، كما ساعد على وجود محيطات وانهار على سطحه.
تعمل ناسا على دراسة المريخ عن كثب ويتوقع أن تطلق مركبة مأهوله خلال عام 2030، كما تستعين بالمسبار “كيريوسيتي” التي أطلقتها في 26 نوفمبر 2011 والتي تركز مهمته على دراسة جيولوجيا وكيمياء المريخ.
قمر المشتري – أوروبا:
أوروبا هو سادس اقرب قمر لكوكب المشتري، اكتُشف بواسطة العالم غاليلو غاليلي عام 1610. يصغر أوروبا حجم قمرنا بنسبة قليلة، ويعتقد ان له نواة حديدية صلبة تماماً كالأرض.
لكن ما الذي يجعله بيئة مناسبة للبشر؟ ان قمر أوروبا يحتوي على نسبة كبيرة من الماء المالح تحت سطح الجليد الذي يغطي القمرويعتقد العلماء أن نسبة الماء فيه أكثر من الماء الموجود على سطح الأرض، كما أن الكسور التي تظهر على سطحه قد تكون بسبب وجود محيط تحت الكتلة الهائلة من الجليد التي قد تكون دافئة مسببة هذه الكسور على السطح؛ ان من اهم الدلائل على وجود محيط من الماء المالح هو المجال المغناطيسي المتغير إضافة للمجال الكهربائي لهذا القمر.
الحياة خارج كوكب الأرض
بالتالي ان كان يوجد حقاً محيط على سطح أوروبا فإن عمليات المد والجزر قد تساعد على وجود براكين أو فوهات حرمائية–وهي عبارة عن فوهاتتنفثالمياهالمعدنيةالحارةوتوجدفيقاعالمحيطات- مما قد ينتج مواد غذائية التي بدورها تهيأ بيئة مناسبة للمخلوقات الحية. كما يحوي الغلاف الجوي على نسبة من الأكسجين، وتتراوح درجات الحرارة بين 160- عند خط الاستواء وَ 370- درجة مئوية عند القطبين. يحتاج العلماء لكثير من المعلومات حول هذا القمر الهائل! لذلك تخطط ناسا لإرسال مهمة تقوم من خلالها بجمع صور مقربة لهذا القمر ودراسته عن كثب.
كيبلر-452 بي:
كيبلر 452 بي اكتشف في 23 يوليو 2015 بواسطة مسبار كيبلر وهو كوكب يقع خارج مجموعتنا الشمسية، يدور حول نجم قزم من نوع ج وهو أسطع من شمسنا بنسبة 20% ويزيد قطر هذا الكوكب عن الأرض بنسبة 60%، ولأن كيبلر 452 بي يدور حول نجم من نوع ج المشابه لنوع الشمس، فإن العلماء يعتقدون ان درجات الحرارة على هذا الكوكب مشابهة لدرجات الحرارة على الأرض بشكل كبير وبالتالي فإن احتمالية وجود الماء على سطح هذا الكوكب كبيرة. كما يعتقد أنه ذو سطح صخري تماماً كالأرض لأنه مقارب لحجمها.ان اسرع مركبة اطلقت في الفضاء هي (نيو هورايزون التي تبلغ سرعتها 36,000 ميل في الساعة) تحتاج 25.8 مليون سنة للوصول لسطح هذا الكوكب!